الحبّ..طفل شقيّ يريد لفت انتباه الجميع إليه، مهما حاولنا إسكاته أو إخفاءه، وهو كأيّ طفل شقيّ آخر يكسر كلّ ما في طريقه إن غضب!
لكنّه ساعة يزول غضبه، يلتفّ حول نفسه في زاوية ما، ويجهش بالبكاء...
**********************************
أسمع اسمك يترددّ على شفتيها بمناسبة ودون مناسبة، بنغمة تذكرنّي بتلك التي كانت تعزفها أحبالي الصوتية إذ أذكر اسمك بمناسبة ودون مناسبة، أيضاً!
فلاسم الذي نحبّه سيّدي، قداسة تركع الروح على ركبتيها، ولتلك القداسة لذّة تضاهي لذّة قربان في فم مؤمن تقيّ..
وقد أكون مخطئة، فأنا على كلّ الأحوال لست مؤمنة حقّاً، ولست تقيّة بكلّ تأكيد!
وأنا، كما المحروم من المناولة لخطيئة كبرى، ما عدت قادرة على لفظ اسمك، ولا على ربط الاسم على شفتيها بصورة وجهك..
وليس هناك من داع للشرح أكثر!
**********************************
أتيت دون دعوة، وذهبت دون وداع...تراك كنت حلماً فقط؟
من إذن كان يسقي العشب المتسلقّ على جدران قلبي؟
من إذن كان يضع الكلمات على شفتيّ فأستيقظ من نومي وأجدها هناك مبللّة بالندى؟ ولماذا الآن ما عاد في قلبي سوى شوك يابس يتكسرّ تحت قدميّ كلما مررت سريعاً عليه في الصّباح لأتأكدّ من منسوب الدماء في حجراته ومنسوب الرغبة لديه في الحيّاة، المقاسة بصورة غير مباشرة عبر قوة انقباضه مضروبة بسرعة دفقه ومقسومة على احتمالات حزنه وعمق جرحه!
**********************************
يقال..ليس ثمّة معايير أخلاقيّة في الحبّ والحرب..وليس ثمّة منطق...
وأقول دس على كلّ جرح في طريقك لأجلها إن أحببتها حقّاً، ولا تساوم لأجل أحد، ولا تتنازل لأجل أحد، ولا حتى أنا...
**********************************
يقال..على كلّ كلمة ملك..
وأقول..كلّ كلمة بدمعة، وكلّ دمعة فلك يسبح فيه الفؤاد حولك!
**********************************
"لو" كلمة ناقصة، لن تكتمل بحضورك!
"لو" حرفان أكرههما كثيراً، لكننّي إذ أجبر على استخدامهما في جملة مفيدة كمّا في حصّة اللّغة العربيّة في الصفّ التاسع، أقول..
"لو" أنّني أعيد كتابة القصّة، لمّا غيّرت شيئاً في التفاصيل، كنت فقط أعيد رسم وجه الحزن في النهاية، ليصير أكثر نقاء، أكثر نبلاً وجمالاً، وأقلّ حزناً بقليل!
********************************
قالت لي: أنتم هكذا معشر الكتّاب والمبدعين، لا أمل فيكم، تبحثون عن قصص حبّ مستحيلة لتتحطّموا على صخور قاعها، فتزيد قدرتكم على الإبداع..
أبتسم، وأسألها: وماذا لو كنّا على استعداد للمقايضة؟ كلّ هذا الإبداع والألم مقابل قصّة حقيقيّة واحدة، ونهاية سعيدة؟!
قالت: انتبهي جيّداً لمّا تتمنّين يا صديقتي..أحياناً تتحققّ الأحلام!
شرّدني الذعر في جملتها الأخيرة..جحظت الدهشة في فمي المفتوح، وفتحت فاهها عن آخره في عينيّ الجاحظتيّن!
في هذه الحالة بالذات ربما أنا حقّاً أفضّل التوق للمستحيل، على الغفو في "جاكوزي" المستطاع..
وإن كان لا بدّ من الاختيار، سأختار الغيم السابح في السماء على القطن الأبيض في يدي...
كنت في زمن بعيد أقول..في داخلي بحر لم يجد شطآنه بعد...
واليوم أقول...في داخلي بحر_ربما_ لا شطآن له...
*****************************
كان يسوع يقول: "لا تظّنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً"...
وأنا كذلك...
توما
11-9-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق