الجمعة، 31 ديسمبر 2010

اعترافات نهاية عام...




أعترف أنني لا زلت أنتمي لتلك الفئة الساذجة التي تصيبها الدهشة كلما سقط المطر،
وأنني أعجز عن مقاومة همسه الناعم من وراء نافذتي...
أعترف أنني أشتهيه بكلّ حواسي، ولا أترددّ من الارتماء في أحضانه بكلّ علانية، وممارسة الحبّ بكلّ وضعياته وكلّ أشكاله مع كلّ قطرة تنزلق فوق جسدي بلذّة فاضحة!
أعترف بكلّ شجاعة أنني أصل حدود البلاهة وأنا أغرق في بلله الجميل، أنني أشهد لحظة خلقي من جديد خلية خلية، عضواً عضواً، شرارة شرارة، فيصيبني الذهول وتملأني الحياة مجدداً كأساً كأساً، لحناً لحناً، خطيئة خطيئة...

*****************************************************

أعترف أنني لا زلت كما كنت في البدء أتخبطّ بين ما تخترعه الحياة لي وما يخترعه خيالي، وأنني أعجز عن تمييز الحقيقيّ بينهما، أو ربما أخشى الإيمان بأحدهما فأخسر الآخر...
أعترف أنني جبانة جداً، هشّة جداً، رغم كلّ الشجاعة وكلّ الصّلابة التي أختبىء وراءها، وأنني تحت كلّ أثواب اللامبالاة، أخفي جسداً يحترق، ووراء الجدران الباردة تركض روحي في البراري وترتعد صهيلاً وزئيراً....

*****************************************************

أعترف أنني لا أملك الجرأة على الاعتراف بأنني أتجاهل تسارع قلبي المفاجىء ثم تباطؤه المفاجىء ثم سكونه التام لبضع لحظات في اللحظات القليلة التي أشكّ فيها بأنّي أحبكّ حقاً أو أريدك حقاً أو أملّك أو أشتهيك أو أمقتك أو أشتاقك أو أستطيع طرد رائحتك من المركز المسؤول عن الروائح في عقلي، أو طرد أوهام غضبي عليك وراء أسوار كلّ الخلايا في جسدي!
أعترف أنني لا أملك الجرأة على الاعتراف بأنني غير قادرة على مجابهة فكرة صغيرة كهذه، ولا على التصدّي للنتائج الإيجابية أو السلبية لعواقب مجرد التفكير في ذلك!
لكنني أعترف أن الجهل في هذه الحالة بالذات ممتع أكثر، ومغر مع تعددّ الاحتمالات!

******************************************************

أعترف أن البسمات البليدة التي تتمطّى فوق شفتيّ قططاً سمينة كسولة، البسمات التي أوزّعها عليكم لما أراكم، والقبل البلاستيكية المحشوة فراغاً التي أحرق بها وجناتكم، والنظرات المركزّة الثاقبة الجامدة في عمق عيونكم كأنّها حقاً لا ترى سواكم..لا تراكم..ولا تسمع الكلمات المنهمرة من شفاهكم، ولا تستسيغ طعم الفرح أو طعم الحزن أو طعم الحقد أو طعم الغضب أو طعم الحماسة في تفاصيل نميمتكم....
فرجاء وفرّوا طاقات ألسنتكم الفريدة لمن يمنحكم بسمات وقبلات ونظرات وآذان صادقة، وارحموني!

*****************************************************

أعترف أنني لم أدع لنفسي مجالاً للانجراف بأفكارها عميقاً هذا العام، وأنني ممتنة جداً لها على الطاعة التي أبدتها كيلا نفقد أنا وهي اتزاننا، وصورتنا الاجتماعية العاقلة التي يحتذى بها، وملل الساعات والأيام الذي يبقيها تحت سيطرتنا...
وأعترف أنني لم أنجز شيئاً تقريباً من قائمة الأهداف التي كنت قد وضعتها، لم أقم سوى بالحدّ الأدنى من كلّ المغامرات المجنونة التي أردت القيام بها، لم أفقد سوى ذرة غبار من  الكيلوغرامات الزائدة التي يحملها عمودي الفقاريّ بكلّ صبر وحبّ، لم أتخلّى عن أيّ من عاداتي في تضييع الوقت، لم أصبح أكثر تصميماً ولا أكثر قوة أو أكثر إبداعاً أو تميّزاً أوعلماً_على الأقل ليس بالدرجة التي أردتها!
ولم أنجح في التعثرّ بصدفة عابرة توقعني في الحبّ رغماً عني، أو تسلبني كلّ رغبة في المقاومة حقاً...

****************************************************

أعترف أنني تعلمت شيئاً واحداً عن نفسي هذا العام، أنني أستطيع أن أنجو، رغم كلّ شيء، وأنني قادرة على الاستمرار رغم كلّ شيء، وأنّ لا معنى لخططنا في نهاية الأمر، لأن الحياة تحدث رغماً عنا، بالطريقة التي تختارها هي، دون أن تتوقف لتسألنا إن كان حدوثها بطريقة معينةأو ترتيب معين يناسبنا أو يتوافق مع خططنا..وأننا في منتصف هذا الطوفان لا نملك سوى أن نتعلّم مجاراته، ونخبىء في غفلته أحلامنا، ونستمر في المحاولة والمقاومة إلى أن يتعب ويهدأ ويمنحنا هدنة مباركة نستجمع فيها قوانا، وننظر فيها إلى وجوهنا فنرى ما تغيّر من معالمنا، ونتعرّف إلى أنفسنا من جديد، نحبّ أشياء فيها، ونكره أشياء أخرى، نتشاجر، نتعانق، نتناقش، يعلو صوتنا، نهدأ ونتصالح على فنجان قهوة، ثم نصنع خططاً جديدة ونضعها زوارق صغيرة على وجه الماء، ونصّلي أن تأخذها الريح إلى ميناء ما، إلى أفق ما، إلى بداية جديدة...

*****************************************************

وأعترف أنني اليوم أقف بجيوب مملوءة بالأحلام والأصداف الفارغة إلا من ترانيم البحر، بلا أهداف ولا خطط على الورق أو سطور الذاكرة، بلا قوائم طويلة ولا مشاريع على الصعيد الشخصيّ أو العمليّ أو الإقليميّ أو العالميّ، بلا التزامات، ولا توقعات...
أقف في المربع الأخير من الصفحة الأخيرة في روزناماتي السنوية، وألوّح للساعات القليلة المتبقية المنسحبة واحدة تلو الأخرى، كمركبات قطار صغيرة متلاحقة، أودّعها بفرح عارم لا يليق بتقاليد الوداع، بشغف يكسر وقاره وصخب طفوليّ لا يأبه بهيبته!
لكنني في الوقت ذاته، سأنسحب بسرعة خاطفة من مسرح الحدث، في اللحظة التي تفصل رحيل المركبة الأخيرة من وصول قطار قادم، لن أنتظر وجهاً أجهله بحميمية مصطنعة، لن أقفز فرحاً للقادم الغامض، ولن أثمل بزجاجات الأمل...

*****************************************************

غداً يوم آخر فقط، أذكر أنني قلت الشيء ذاته قبل عام تماماً من هذا اليوم!
غداً يوم آخر فقط، لكننّي من أجلكم أرجو أن يكون يوماً أفضل من كلّ الأيام التي مضت....
ومن أجلي أعترف أنني وإن لم أكن مصابة بأمل لا يشفى، ولا مصابة بيأس لا أمل منه، فأنا مصابة بإدمان لا يهدأ ولا يستكين، إدمان على الحياة، والحبّ والحلم...


توما
31-12-2010

الجمعة، 24 ديسمبر 2010

كلّ ما في الأمر...





كلّ ما في الأمر يا سيدي أني أكره أنصاف الحقائق أكثر من أكذب الكذب، وأنني لا أرضى بأنصاف الحلول حلاً لحالة ضياع علقت فيها، أو حتى خسارة مريرة على القلب أو الروح أو الجسد...

كلّ ما في الأمر أنّني لا أساوم على حساب كرامتي، ولا يرضيني الفتات الذي ترميه لغيري فيأتيك متملقّاً جاراً أذيال بشاعته وقذارته وراءه بكلّ اندفاع وفرح!

 كلّ ما في الأمر، أنّني أفضّل صقيع هجرك أكثر من صقيع حضورك، ولا تغريني فكرة المحافظة على صورتنا الاجتماعية، ولا تعنيني بشيء آراء الآخرين فيما كان يوماً يخصّنا وحدنا...

فلا تتظاهر بأنّ شيئاً ما لم يحدث، أنّ شيئاً ما لم يتغيّر...
لا تتظاهر بأنّني لك كما كنت لك دوماً، وأنّك لي كما كنت لي يوماً...
لا تغرق في هدوئك أكثر، لا تختبىء خلف صمتك متظاهراً برزانة عقلك الراشد الواعي الذي يجاري خيالات طفلة صغيرة عنيدة لا بد ّ في النهاية أن تلين بقبلة على الجبين، وضمّة ووعود عابرة ستنساها كما تنسى فطور الصباح أو عشاء البارحة!

أرني غضبك أمواجاً تتكسرّ على جبهتك،
أرني حزنك شمعاً يذوي في بؤبؤيك...
أرني خيبتك، لوعتك،
أسمعني صوتك يعلو استنكاراً، يجادلني،
يبادلني الاتهامات أو يردّ اتهامتي...

متى صرت رماداً، لا يضيء ولا يشتعل؟
قل لي متى صرت هذه الجثة الأنيقة التي كانت يوماً تضجّ بالعشق والحياة؟
ليتني أذكر، كيف مت في غفلتي؟ ليتني أذكر، متى وأين وكيف ولماذا؟

تقول لي...كفى عتاباً...ثم تعود لصمتك..
أصرخ أكثر، أصرخ أعلى، أودّ أن أيقظك،
أنّ أشعل ناراً في صدرك ثم أرتمي فيها لأستدفىء...
ولا تشتعل في النهاية سوى فوهات سجائرنا،
وحرائق خيبتي...

ارحل سيدي، ارحل...
اخرج من كلّ صفحة بيضاء تخبئك خلف سطورها...
من كلّ مشروع خطيئة لم يكتمل بعد في خيالي،
من كلّ الخطط الصغيرة التي أجلّناها لمستقبل لن يجمعنا سوياً،
من أوقات يومي، وروزنامة تواريخي...
ارحل، ولا تلتفت خلفك،
لا تلّوح بيدك مودّعاً كما يفعل الغرباء للغرباء،
ولا تخف من ألم في القلب أو نخزة في خاصرة ضميرك،
فما مات قد مات،
قريباً لن يبقى في ألبوم الذكريات سوى خيالات مبهمة،
ربما ظلّ وجه تألفه، شال كنت قد أهديته يوماً لأحد ما،
أغنية تترددّ على لسانك دون أن تذكر حقّاً من غنّاها لك يوماً،
رائحة تثير فيك رغبة علانية في الحبّ لا يصعب عليك تدريبها على الصمت،
عبارات تستوقفك كأنّها خرجت من حلم الليلة الماضية،
ابتسامة تعديك ببهجتها فتجعلك لسبب غير مفهوم تبتسم...
مصادفات كانّها حدثت من قبل بذات الصيغة والشكل واللون،
وكأنّك كنت منذ زمن بعيد تنتظرها لتتطّفل على حياتك،
وتعيق سيرها الممل البطيء، تبعث فيها الفوضى والشهوة والألم
والحبّ والنشوة والبهجة بلا سبب...

كلّ ما في الأمر يا سيدي، أنّ الحديث مع نفسي بات شيّقاً
أكثر من الحديث معك...
أنّ جسد الفراغ في فراشنا بات أدفأ من جسدك...
أنّك نسيت لغتنا السرية بعد أن نسيت أنا اللغة الرسمية العامة،
وأنّي مللت من التظاهر بأنّ ما كان لا بدّ يوماً أن يعود،
وسئمت من الكذب على صورتي في المرآة،
والتحايل على ساعات اليوم الأربع والعشرين كلّ يوم كلّ يوم...

ربما، ربما لو افترقنا، تسكننا الحياة مجددّاً بصخبها وجنونها،
ونلتقي مجددّاً كغريبين يتبادلان ابتسامات بلا معنى ومعنى،
ويقضمان الليل على مهل حتى الصباح كصديقين قديمين
أو حبيبين لا يريدان لتلك الليلة أن تنتهي...

توما




الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

"ابن جوزي..."



مرتبكة كطفلة تجرّها أمها إلى المدرسة لأول مرة، مليئة بالترددّ والذعر لا يجيد الإختفاء في عينيها،
وقفت على باب غرفة الفحص السريري متلفعة بجلبابها البنيّ الطويل، وغطاء رأسها الأبيض
الذي يحاول أن يزيد على عمرها بضع سنوات وشيئاً من النضج دون أن ينجح حقاً في فعل ذلك...
أومأت لها بالدخول، وأشرت إلى كرسيّ لتجلس عليه، لكنّها فضّلت الوقوف.
نظرت إلى الطفل الذي كانت تحمله بين يديها، وسألتها: شو المشكلة؟
فنظرت إلى الطفل بدورها، وأجابت: ما بعرف...
فغيّرت صيغة السؤال: ابنك؟ ليش إجيتي اليوم عل العيادة؟
أجابت: عمتي (تقصد حماتها) بتقول عندو فتاق.
طلبت منها أن تضع الطفل على سرير الفحص وتكشف عن مكان الفتق، فشرعت في خلع ملابسه، 
ثم قالت:
بس أنا ما بعرف وين محل الفتق!
سبقتني ممرضة العيادة في التعبير عن إندهاشها وعدم فهمها لما يحدث، وسألت الفتاة متعجبّة:
هادا ابنك ولا مش إبنك؟؟!
فصمتت الفتاة لبرهة، ثم قالت بعصبية:
ابن جوزي...
أمسكت ملف الطفل لأتأكدّ من اسمه واسم والديه، وسألتها عن اسمها، فتبيّن أنّها أمّ الطفل رسمياً!
بدأت بفحص الطفل سريرياً من رأسه حتى أخمص قدميه، ولم اجد علة واحدة ظاهرة في جسده،
فقلت لها: أنا مش شايفة فتاق ولا بمحل هلأ، بس لازم إنتي تكوني بتعرفي إذا في انتفاخ بظهر وبختفي
لما تغيري حفاضته أو أواعيه، عمرك لاحظتي هيك إشي؟
أجابت الفتاة ونهرين من الدمع يدفقان من طرفي عينيها: أنا ما بعرف، عمتي حكاتلي...
حاولت تهدئتها، سألتها إن كانت حماتها قد أشارت لها أو قالت لها عن مكان الفتق، فهزّت رأسها نافية.
سألتها عن عمرها، فأجابت: تمنتاعش.
وعمر زوجها، قالت: تنين وعشرين.
وإن كان هذا طفلها الأول، فهزّت رأسها بالإيجاب،
ترددّت كثيراً قبل أن أسألها عن علاقتها بزوجها، لكنّي تفاجأت بردّها السريع، كطلقة تنتظر حريتها
منذ زمن طويل، بعد أن ملّت الوقوف عند فوهة المسدس المعتمة الباردة!
قالت: كتير بنتزاعل، وأنا دايماً بحرد وبروح عند أهلي، وبترك الولد عند عمتي، 
عشان هيك هي بتعرف عنو أكتر مني!
سألتها إن كانت قد أرادت الطفل من البداية، فأجابتني بشجاعة أحببتها:
أنا لساتني صغيرة وما بعرف أربّي طفل صغير، لمّا يبكي ما بعرف ليش ببكي، 
ولمّا بسخن بخاف كتير، وبصير أبكي! طول ما أنا حامل فيو وأنا تعبانة، ولساتني تعبانة!
أطرقت رأسها، ثم  شرعت في إلباس صغيرها على عجل...
تساءلت في نفسي إن كانت قد استمتعت أكثر في طفولتها بإلباس دميتها من إلباس طفلها الآن!
حاولت أن أقول لها أنّها المسؤولة عن طفلها، عن صحته وتربيته وتعليمه فيما بعد، أنّها الوحيدة 
التي يحقّ لها معرفة تفاصيل جسده، خلق تفاصيل حياته يوماً بعد يوم، غزل أحلام مستقبله عنه
حتى يكبر ويغزلها بنفسه، اختيار طعامه ولباسه، أغنيته المفضّلة لديه لينام، اختراع الحركات التي
تضحكه، واللمسة التي يصحو عليها ليأكل وجبته، انّها الوحيدة التي لا بدّ يريد هو أن يغفو داخل
حضن رائحتها وإن كان غير قادر على التعبير عن ذلك!
لكنّ الكلمات توقفت واصطدمت بعضها ببعض محدثة أزمة سير خانقة في روحي، وغصّة في حلقي!
ماذا عنها هي، عن ما تريده لنفسها، عن أحلامها؟ ومن يحقّ له أن يحاكم طفلة على تقصيرها في تربية
أطفال سيفرضوا عليها الواحد تلو الآخر، كما فرض عليها ترك المدرسة في صفّها التاسع، 
ثم فرض عليها الزواج من قريبها الطائش الذي لا يزال طفلاً هو الآخر!


أسمع وأقرأ كثيراً عبر وسائل الإعلام المختلفة عن حقوق المرأة، وحقوق الطفل،
وعن ألف برنامج يعملون على تنمية الأوضاع الاجتماعية للفئتين،
وأسمع وأقرأ أننّا وصلنا إلى مرحلة متقدّمة في هذين المجالين،
لكننّي وفي كلّ يوم أرى أطفالاً تسرق طفولتهم، ويزجّ بهم في عالم لا يفهمونه،
أطفالاً غير ناضجين مسؤولين عن إنتاج وإعداد الأجيال القادمة التي نعلّق عليها 
آمالنا...في كلّ يوم أرى فتيات قاصرات مستهلكات جسدياً ونفسياً وفكرياً يحاولون
حمل الذين ولدوا _تحت غطاء الشريعة الطاهرة_ بطريقة صحيحة، دون أن يدركوا أنّ
ثمة قانون يمنع زواج القاصرات...كلّ يوم، وفي كلّ لحظة يولد طفل لا يجيد أحد تربيته من الأطراف
التي كانت سبباً في قدومه للعالم، وستكون سبباً في سوء صحته الجسدية، وسوء صحته النفسية، وبطئه 
العقليّ، وتأخرّه الدراسيّ، وجمود فكره، وضيق عالمه وضيق أحلامه، وفقره المتوارث والذي سيعمل
هو بدوره على إوراثه لأطفاله القادمين بالطريقة ذاتها...حلقة تتكرر وتتكرر، ولا أرى أمامي سبباً مقنعاً
سوف يعمل على كسرها....


تحمل الصبيّة طفلها وتغادر العيادة، بعد أن طلبت منها أن تراقب طفلها بحثاً عن فتق ما في إحدى مناطق 
جسده التي أشرت لها عليها، وأن تعود في أقرب موعد إن لاحظت شيئاً، أو أن تحضر معها حماتها العيادة
المقبلة لنتأكد من التشخيص. 
أخرج وراءها لأستنشق شيئاً من هواء الربّ المجانيّ، وأراقبها تقف بانكسار منتظرة وسيلة نقل ما، تعيدها
إلى حيث ستستمر قصة بؤسها وتكبر يوماً بعد يوم فيما تنسحق روحها قطعة قطعة...
أعود، وأنادي على المريض القادم...قصة أخرى وراؤها قصة وغصّة جديدة في كلّ مرة...


توما
23-12-2010

السبت، 18 ديسمبر 2010

تمرّ على بالي...ِ


 

كلما قبّلت يدي القلم

ترتعش ذكراك في قلبي
أذكر أني أحبك...
وأنّ كل لحظة سواك ناقصة
ومسروقة من العدم
أو السأم..!
كلما قبّلت يدي القلم
تمر على بالي..وتبقى طويلاً
حتى أنام
أو يغفو القلم...

توما