أعتّق الدمع في عينيّ،
أعتّق الألم...
جراراً في القلب، من أجلك...
علّ الصحو في عينيك يثمل...
فأنسل على أطراف أصابعي، أنسل ظلاً...
عبر الجدران التي تسوّر قلبك،
عبر الغابات التي تمتد كثيفة كثيفة حوله...
ثم تصحو، فتنسى أنّي لم أكن هناك أصلاً،
وقبل أن تتذّكر، أسقيك خمرة أكثر!
حبيبي، حبيبي، حبيبي،
أيّ إثم قد صنعت،
أيّ عثرة، كي أسقط مرة أخرى
في ذات الحفرة التي كنت يوماً
قد علقت فيها لأبد أو أكثر!
ليتك تذهب، بل ليتني أذهب
إلى أرض بلا حنين،
إلى بحر بلا ملح يسطع فوق الصخر
ويحرق جلدي العاري
وينفذ أعمق أعمق، تحت خلايا الجلد
تحت اللحم، تحت العظم،
عبر جدران أوردتي، ليوقف دفق الدم
العائد إلى حجرته الصغيرة
حجرته الأثيرة في طابق القلب الأعلى،
حيث تبقى الذكريات والأغنيات لتدندن
باتزان أحياناً وأحياناً بدون اتزان
إيقاع الدفق، وإيقاع الرقص على فوضى الحياة...
حبيبي، حبيبي، حبيبي،
ليتني لا أقوى على قول حبييي
ليتني لا أقصد لما أقول حبيبي..حبيبي..
تماماً كما تقول أنت حبيبتي لأيّة عابرة على الطريق
ولا تعني أكثر من نداء غير خاضع للتأويل!
لو أن الله رحيم حقّاً
لو أنّ الله لطوف رؤوف بعباده أجمعين
ولو أنني مؤمنة طيبة حقّاً
ربما ما كنّا التقينا،
وربما ما كنّا انجرفنا في أحلام لا تعنينا
ولا تغنينا عن خبز الواقع ودمه،
ربما ما كنت أسقط أسيرة غوايتك،
ولا أقدّم نفسي قرباناً في هيكلك..
لو أنني فقط مؤمنة طيبة...
لكنّ ما حدث قد حدث،
واصطدمت برجليّ كلّ الحجارة،
وتشظت ركبتيّ..شظايا، شظايا...
وها أنا ذا، أقف أمام مرآتي،
لا أقوى على النظر في عينيّ،
لا أحتمل خيال دمع ينحبس وراءهما
لا أحتمل خيال ضعف، خيال شكّ
أو هوس بصنع الاحتمالات...
أقف، وأحمل بين كفيّ قبلة سرقتها
من شفتيك، قبلة صارت عصفوراً أخضر
يكبر على مهل، ويرتبّ ريشه بمنقاره،
ريشة..ريشة..
يكبر، ويقصي الفجوة بين يديّ،
ويسترق النظر إلى أعلى...
أقول لنفسي، ربما غداً أطلقه
إلى الحرية، فأتحرّر أنا أيضاً...
أقول ، لن تنتهي الحياة بعده...
ثم أغرق في صمتي،
أغرق في صمتي أكثر،
ويعلو يعلو صوته...
توما
15-1-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق