الأحد، 9 يناير 2011

لك أن تنتشي...

.لسبب ما يجافيني النوم، وكلما أوغل الليل في عتمته يفلت النعاس من بين أصابعي شيئاً فشيئاً....
فنجان القهوة السادة، السابع هذا اليوم، ليس هو السبب...
فقد توقف جسدي منذ زمن بعيد عن التعامل مع القهوة كمنبه، وصارت له رفيقة يعشق دفئها فقط...

للقهوة السوداء لذة لا تضاهيها إلا لذة لقائك...
مرة كالحقيقة، وكجفائك...
واضحة، جريئة في فورانها، كراقصة غجرية يهتزّ خلخالها فوق النار
فتزداد اشتعالاً...
غامضة، هادئة، ترسم بمهارة فنان مجنون متاهات مستقبل مجهول
في قعر الفنجان بعشوائية مقصودة...
تحيرني، تغريني، تقلق روحي، وتشعل في ذات الوقت في قلبي أملاً
وفي عيني ألقاً مسروقاً من أبدية ما
تائهة في بياض مزيف...

لك أن تستسلم لإغواء الغرور...
فلربما كان شوقي إليك، إلى صوتك وصمتك،
حلقات الدخان الهاربة كالأحلام من سجائرك دوائر دوائر
الزغب الخفيف في مشروع لحية أطلقتها،
ألق الذهول الطفولي المطلّ من عينيك كأنك ترى الأشياء لأول مرة
فتغريك عذرية المشهد، وتأخذك أبعد فأبعد...
قصصك التي لا تجيد روايتها،
خطاياك التي تدنيني من لحمك أكثر
وتريق في كأس روحي عرقاً أبيض
تكسر خبزاً..وتناولني، فأخشى من ثقل الخطية
وأنحني خجلاً...
وأصلي أن تبرأ نفسي بكلمة واحدة
أو قبلة...
لربما..كان شوقي إليك_يا سيدي_
هو ما يسرق النوم مني...ويسلبني الأحلام...

لك أن تنتشي،
وتجرع كأس انتصارك
فقلبي الذي لم ينوي يوماً حبك
الذي لا زال لا ينوي حبك
وإن يومأ أحبك
لن يبوح بأكثر من نبض زائد
قلبي الصخر الصامد
لان قليلاً بضربات موجك
وملحك_يا سيدي_
أيقظ في جوفه عطشه..........

توما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق