الاثنين، 17 ديسمبر 2012

رقصة تانغو على الورق...




لا أسمع الحديث الدائر بين عينيك وعيني، لكني أحسّ بوهج الحرارة في المسافة بينهما، كلّ على طاولة، في الجهة المقابلة، لا تقترب، لا أقترب، ولا ينتبه أحد من الحضور لكلّ الصخب الذي تثيره أصابعك فييّ وهي تدقّ لحناً مألوفاً على زجاج كأسك!
شمعتان مضيئتان في عتمة القاعة، تصغيان بخشوع لصوت أجراس قادم من بعيد وأوركسترا غيوم تعزف بصمت على سلم السماء، وتحترقان على مهل، لتضيئا أكثر..
لا أحد يراك إذ تمرر يدك اليمنى تحت إبطي الأيسر وتلفّ بها أعلى ظهري، ثم تشبك أصابع يدك اليسرى بأصابع يدي اليمنى، وتقود خطوي على وقع خطوك، وتوشوشني قبلتين على الخدّين، وتزيدني عناقاً، فأتمرّد، وأنقر بكعبي العالي صفحتك البيضاء، وأترك لك هناك حبراً وخربشات طفولية!
لا أحد يراني، إذ أتسلق صدرك، وأغرز على شفاهك طعم شفاهي.
ولا أحد يسمع، صوت البيانو ما بيننا يعلو يرافقه تشيلو، وكمان...
كلّ على طاولة في الجهة المقابلة، ملتحمان، ليس لنسمة هواء باردة أن تمر بين جسدينا، ليس لسيف سوى أن يقطعنا إلى نصفين إن أراد العبور!
رقصة تانغو على الورق..هذا كل ما بيننا، وقبلتين وعناق...

توما
18-12-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق