الجمعة، 29 مارس 2013

...كأننا غريبان...



كأننا غريبان
نشبه المكان أكثر
من أهل المكان
والمكان يشبهنا
لكننا
كلّ في جهة
متفرّجان
يتطّفلان
على تفاصيل
الحياة العادية..


لا أشبهك
لا تشبهني
لكني أحياناً
أخاف لشدة
ما "نشبهنا"..


على أرض أخرى
طقوس رقصتنا
أو ربما
على سماء..

في داخل رأسينا
تلعب موسيقى
أخرى  تسرقنا
من أنفسنا

تتعبنا
تحرقنا
تغسلنا
تغرز فينا ال"آه"..

لا تتردد
ولو قتلتنا
تعلّمنّا:
على هذه الأرض
ما يستحق الموت
أيضاً، رغم كلّ
ما يستحق
الحياة!

غريبان
كأننا..غريبان
لا ننتمي إلى هوية
لا ننتمي إلى اسم عائلة
أو جنسية، لا أصل
ولا جذر يضرب الثرى
تحت أقدامنا الأربعة..

لا يغرينا البقاء
في المكان كثيراً
ولا يمتلكنا
شغف الرحيل
عن المكان..

عابران
لا يملكان
إلّا ذاكرتهما
الفوتوغرافية
لتوثيق ولادة
أو موت لحظة
عابرة مثلهما..

وإذا حالفهما
حظ الآلهة
التقاء لحظتين
في موعد غراميّ
وتوهجهما
في بعضهما
لثانية!

كأننا غريبان،
مباركة حركة الكواكب
وتواطؤ الأبراج
التي لوهلة
في نفس المدار
جمعتهما..
توما
30-3-2013


هناك تعليق واحد: