أصابعي سقطت...قتيلاً قتيلاً...
على أدراج عشق لم تجرؤ على كتابتها...
وقعت..!
شهيداً شهيداً..
في ساحات حرب لم تطأها..
لغم وراء لغم، فتك بالسبابة فالوسطى فالإبهام..
فسالت حروف كثيرة على إسفلت المكان
وتناثر المجاز كلمات ترتطم بكلمات
وتضيع بين الإشارات الحائرة
أشلاء تبحث عن أشلائها في كلّ الاتجاهات!
كشظايا زجاج مكسور،
تنغرز في كاحليّ صبيّة حافية..
تقف على حافة النافذة،
في الطابق العشرين لأحلامها الغافية
تحت إبطيها،
وتنظر في المرآة
تنظر إلى وجهها للمرة الأخيرة
تودّع الذي يحدّق فيها
وتحدّق فيه
كأنّه يراها
كأنّها تراه
للمرة الأولى منذ سنين...
للمرة الأولى مذ غادرت طفولتها
مذ هجرت أرجوحتها المجنونة في الحديقة
ودفنت دميتها تحت التراب...
تقول له كلاماً قليلاً،
يقول الكثير!
تنضج الدموع أرغفة خبز ساخنة
على خدّيها..
يأكل، تأكل،
تغصّ اللقمة في حلقها،
وتسقط المرآة،
تتكسّر على قدميها،
وتطير الفتاة
تطير الفتاة...
تنسى..أنّه سرق أجنحتها،
تنسى أنّها فتاة!
تناثر المجاز...
كلّ صورة في هاوية،
كلّ معنى
يبحث عن معنى يحضنه
في زاوية..
والغانية،
تمدّد جسدها الأزرق فوق رأسي
أزرق أزرق
بلا نهاية، بلا بداية،
وتفتح يديها لتلملم الدعاء
وتصطاد الزبائن الفقراء
اليائسين
الغارقين في بؤسهم وديونهم
الراكضين وراء لقمة مغمسّة بالدم
ليقسموها على عشرة في المساء
حسب قوانين الحساب
ويأكلونها على مهل
ويشكرون ويحمدون ولا يحلمون
بأكثر من ليلة حمراء في أحضان زرقتها،
ويقومون ويقعدون ويستغفرون
على طمعهم غير المستحق في كرمها!
تناثر المجاز،
خيمة خيمة
خيبة خيبة
نكبة..نكسة..
كذبة كذبة
صرخة صرخة
أسيراً أسيراً
ثورة ثورة...
تناثر المجاز...
فهل يجوز لي
أن أبحث تحت أجساد الضحايا؟
هل يجوز لي أن أفتشّ الجيوب المثقوبة
عن سبّابتي وإصبعي الأوسط؟
وهل يجوز لي _ وسط كلّ هذه الفوضى_
أنّ أفكّر بين الحين والآخر
بك، بكرهي وعشقي لك؟
وبإبهامي المهشّم ؟
وهل ترضى، أن أرضى عن عالم من مرضى
لست بقادرة على شفائهم،
ولو كانت معي سليمة معافاة أصابعي العشرة؟!
توما
9-10-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق