تتباطأ السيارة حتى تتوقف أمام الإشارة الضوئية الحمراء،
نصف زجاج النافذة المفتوح يسمح بكرم لتيار هواء بارد أن ينفذ عبره، ويلاعب خصلات
شعرها. تضع يدها على خدها، وتغمض عينيها المتعبتين من يوم عمل طويل لتتفيئا قسطاً
من ظلّ الراحة.
تصحو على طرقات خفيفة على زجاج النافذة، تفتح عينيها، تفركهما
لتزيل بلل حلم ترك نداه على وجهها. كان يقف هناك بوجه متسخ، وابتسامة عريضة.
بادرها بقوله: "ورد يا ورد؟" ومدّ يده عبر
النافذة بوردة حمراء جورية.
بحثت عن مصدر الصوت الجهوريّ في جسد الصبيّ النحيل،
فاجأتها عفويته، وجرأته في اقتحام خصوصيتها، لكن أكثر ما فاجأها كانت تلك الوردة
الجورية الحمراء.
"حدا ببيع ورد هالأيام يا ولد؟ حدا معو يشتري خبز
بالأول تيشتري ورد؟" تقول للفتى.
تتسع ابتسامة الفتى أكثر، ويجيب بلمحة بصر:
"بس يا آنسة الورد ما بنشرى، الورد بينهدى..هاي
الوردة إلك بس خلّينا نشوف ضحكتك!"
ويترك الصبيّ الوردة تسقط من يده في حضنها، ويهرب
مبتعداً...
تبتسم الفتاة، ولا تزال تبتسم...
توما
22-1-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق